بعد سنوات من الترقب، هاهو كيليان مبابي يرتدي أخيرًا قميص ريال مدريد، في صفقة حظيت باهتمام عالمي، وفتحت أمامه آفاقًا جديدة في مسيرته الكروية. لكن بعيدًا عن الأضواء والكاميرات، هناك جانب خفي وحاسم في نجاح هذا النجم الفرنسي، لا يعرفه الكثيرون: نظامه الغذائي.
مبابي لا يترك شيئًا للصدفة. خلف سرعته المذهلة وأهدافه القاتلة، هناك التزام صارم بنمط حياة غذائي دقيق، يشكل حجر الأساس في فلسفته الاحترافية. فكما يتقن تفاصيل التمرينات والتكتيك داخل الملعب، فإنه يولي نفس القدر من الدقة لما يدخل إلى جسده.
وجبة الأبطال: السلمون والمعكرونة
من أبرز وجباته المفضلة، طبق بسيط لكنه فعّال: السلمون مع المعكرونة. هذا المزيج الذكي يزوّد مبابي ببروتينات عالية الجودة وأحماض أوميغا 3 الضرورية لصحة القلب والمفاصل، فيما توفر المعكرونة الكربوهيدرات المعقدة اللازمة لاستعادة الطاقة، خاصة بعد الجلسات التدريبية الشاقة أو المباريات القوية.
الشوفان: السلاح السري لبداية مثالية
الشوفان ليس مجرد طعام صباحي بالنسبة لمبابي، بل هو عنصر أساسي في استراتيجيته الغذائية. بفضل تركيبته الغنية بالكربوهيدرات المعقدة، الألياف، البروتين، والدهون الصحية، إضافة إلى معادن مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم، يمنح الشوفان مبابي طاقة مستقرة تدوم طويلاً دون تقلبات حادة في مستوى السكر في الدم. كما تحتوي هذه الحبوب الذهبية على فيتامينات B1 وB5، التي تلعب دورًا أساسيًا في استقلاب الطاقة وتعزيز الأداء العضلي والذهني.
الأطعمة الخارقة: دعم طبيعي لأقصى أداء
مبابي لا يكتفي بالأطعمة التقليدية، بل يدخل في نظامه الغذائي مجموعة مختارة من “الأطعمة الخارقة” (Superfoods) المستخلصة من الطحالب، البذور، الفواكه، وجذور النباتات. فالرمان، على سبيل المثال، يُعرف بخصائصه المضادة للأكسدة التي تساعد على تقليل الإجهاد التأكسدي الناتج عن ضغط المباريات، فيما تساهم الطحالب في تعزيز التمثيل الغذائي وتحسين وظائف الجسم الحيوية.
بين البيتزا والعلم: الفرق بين لاعب عابر وأسطورة
في وقت يحتفل فيه بعض اللاعبين السابقين بالانتصارات عبر الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، يحتفل مبابي بتوازن بيولوجي دقيق يُترجم إلى استمرارية في الأداء وطول عمر رياضي. هو لا يرى الغذاء كوسيلة لسد الجوع، بل كأداة استراتيجية لإطالة عمره الكروي، وضمان الجاهزية الذهنية والبدنية في كل مباراة.
وبينما يستعد لكتابة فصله الجديد مع ريال مدريد، يرى مشجعو سانتياجو برنابيو في مبابي أكثر من مجرد مهاجم خارق؛ يرونه نموذجًا للاعب المعاصر، الذي يدير جسده وعقله بحنكة تضاهي دقته في المراوغة والتسجيل.
لذا، حين تنطلق سرعة مبابي على العشب الأخضر، تذكّر أن السر لا يكمن فقط في الجينات أو التدريب، بل في اختيار ذكي لوجبة، ومكونات بسيطة مثل الشوفان والسلمون، تصنع الفارق الحقيقي بين لاعب موهوب… وأسطورة لا تُنسى.