مع إعلان ريال مدريد تولي تشابي ألونسو القيادة الفنية بداية من موسم 2025/26، يترقب عشاق “الملكي” تحولًا جذريًا في فلسفة الإدارة الفنية. فالنجم السابق، الذي صنع لنفسه اسمًا كمدرب واعد مع باير ليفركوزن، يدخل مرحلة جديدة تتطلب حسمًا سريعًا في عدة ملفات. وفيما يلي ثلاث مهام عاجلة يجب على ألونسو التعامل معها فور استلامه زمام الأمور:
1. فرض هيكل جديد وبناء ثقافة انضباطية
في ظل الإرث الذي تركه كارلو أنشيلوتي والمبني على الثقة وحرية التعبير داخل الملعب، يسعى ألونسو لتطبيق نهج أكثر تنظيمًا وحزمًا. لا مجال للعشوائية في فكر المدرب الإسباني، الذي يشتهر بدقته واهتمامه بالتفاصيل. الهدف الآن هو غرس ثقافة احترافية أكثر صرامة داخل غرفة الملابس، حيث يُتوقع أن تكون بيئة الفريق أكثر تركيزًا وانضباطًا — وهي خطوة حاسمة لإعادة تعريف الهوية الذهنية والتكتيكية للنادي.
2. تحديد الهوية التكتيكية واختيار التشكيلة المناسبة
رغم أن ريال مدريد يمتلك مجموعة مرنة من اللاعبين، إلا أن ألونسو بحاجة سريعة لاختيار نظام يناسب أدواته. البداية المتوقعة ستكون بتشكيلة (4-3-3)، لكن المؤشرات تشير إلى احتمالية التحول إلى (3-4-3) أو (3-5-2) لإضفاء مرونة تكتيكية أكبر. الدرس المستفاد من تجربة أنشيلوتي واضح: التوازن مطلوب منذ البداية، ويجب تجنّب الارتباك الناتج عن تغييرات متكررة في الهيكل الخططي.
3. فتح قنوات التواصل الحاسم مع اللاعبين
واحدة من أولى مهام ألونسو تتمثل في الجلوس مع بعض الأسماء الحساسة داخل الفريق — وعلى رأسهم رودريغو، الذي أنهى الموسم بمردود باهت وسط إشاعات انتقال. هذا الحوار قد يكون حاسمًا في رسم ملامح مستقبل اللاعب، ويعكس مدى قدرة ألونسو على الإدارة النفسية بجانب التوجيه التكتيكي.
علاوة على ذلك، يؤمن ألونسو بأهمية تصعيد المواهب الشابة، وقد بدأ بالفعل بضم أسماء واعدة مثل خيسوس فورتيا ودييجو أجوادو إلى المعسكر التحضيري لكأس العالم للأندية، تأكيدًا على نواياه ببناء فريق يجمع بين الخبرة والطموح.
ختامًا: البداية الجادة لمشروع ما بعد أنشيلوتي
تشابي ألونسو لا يأتي كـ”اسم أسطوري سابق” فحسب، بل كمدرب يمتلك رؤية واضحة، ويدرك أهمية التحرك المبكر والحاسم. من بناء الهيكل التنظيمي إلى ضبط غرفة الملابس، مرورًا باختيار التشكيلة، وإدارة الملفات الشخصية للاعبين، كلها مهام تفرض نفسها بقوة على أجندة المدرب الجديد.
الطريق أمام ألونسو مليء بالتحديات، لكن بدايته القوية ستُحدد ما إذا كان المشروع سينجح في الجمع بين الهوية الجديدة والطموح المتجدد.